تم توقيع مذكرة تفاهم بين معهد طشقند الإسلامي ومعهد قدوس الإسلامي الحكومي في يناير 2024م، والتي حددت مهام مثل تبادل الطلاب بين المؤسسات التعليمية وتنفيذ برامج بحثية وتعليمية مشتركة وعقد مؤتمرات علمية وتنظيم التدريب الداخلي للأساتذة والمدرسين. ومن أجل ضمان تنفيذ المهام الواردة في الاتفاقية تم عقد طاولة مستديرة علمية حول موضوع "تدريس الدراسات الحديثية والدراسات القرآنية في تجربة أوزبكستان وإندونيسيا".
وبهذه المناسبة تم إستقبال الوفد الإندونيسي الزائر برئاسة الدكتور أحمد آتابيك فخرالرازي عميد كلية اصول الدين من قبل س.بريموف، نائب مدير المعهد للشؤون العلمية والعلوم وط.عوض الله يوف نائب رئيس مديرالمعهد لشؤون الشباب والشؤون المعنوية والتعليمية واطلعوا على تاريخ المعهد وأنشطته.
افتتح نائب مدير المعهد س.بريموف الحفل بالكلمة الافتتاحية تحدث فيها عن التعاون بين المؤسستين التعليميتين البكالوريوس والماجستيرو دراسات الدكتوراه المستقبلية و الدورات التحضيرية ودورات القرآن والتجويد.
ثم تحدث الدكتور أحمد آتابيك فخرالرازي وألقى محاضرة حول "تجربة إندونيسيا في فهم معاني القرآن الكريم بين الشعوب غير العربية".
وقد أثارت محاضرة الدكتورة أمة فريدة محمد عاسيق سكرتيرة رئيس المجلس الأكاديمي لمعهد قدوس الإسلامي الحكومي حول موضوع "تدريس علوم الحديث في المؤسسات التعليمية الدينية الإندونيسية" اهتمامًا كبيرًا بين المشاركين.
وأعطى حورمحمد نوربايوف رئيس قسم الحديث والتاريخ الإسلامي بمعهد طشقند الإسلامي في كلمته حول الموضوع "تدريس الحديث الشريف والحديث الصحيح في المؤسسات التعليمية الدينية في أوزبكستان" انطباعًا جيدًا لدى الضيوف بمعلومات حول المناهج الدراسية ومراحل التعليم والإمكانات العلمية للمدرسين والكتب المدرسية في المؤسسات التعليمية الإسلامية العليا والثانوية المتخصصة في بلادنا.
وتبادل الطلاب والمدرسون المشاركون في هذا الحدث وكذلك الضيوف الإندونيسيين و تجارب مؤسستين تعليميتين في دراسة القرآن والحديث.
وأعرب الدكتور فخرالرازي عن تقديره الكبير لطرق تدريس القرآن والحديث في أوزبكستان والنزاهة الراسخة في مجال التعليم الديني والخبرة التعليمية لمدرسي المعهد. وأعرب ممثلو معهد قدوس الإسلامي الحكومي عن ارتياحهم لزيارة أساتذة العلوم الإسلامية كافة لبلادنا التي تعتبر مهد العلماء مثل البخاري والترمذي والماتريدي والنسفي والسمرقندي.
وفي نهاية الحفل شكر نائب رئيس الجامعة س. بريموف الضيوف على زيارتهم وأشار إلى أن العلاقات العلمية بين المعاهد ستستمر. كما أعرب الدكتور أحمد آتابيك فخرالرازي عن امتنانه لإدارة المعهد على التواصل الودي. وفي نهاية اللقاء دون رئيس الوفد ملاحظاته في كتاب " الذكريات" الخاص بالمعهد. وتبادل الطرفان الهدايا التذكارية.
الخدمة الصحفية لمعهد طشقند الإسلامي.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم
محمّد بن محمّد بن عمر الأخسيكتي الحنفي لقبه حسام الدين وكنيته أبو عبد الله. وكان فقيهًا حنفيًا ومن أئمة علوم الفروع والأصول. لا يُعرف تاريخ ولادته.
اسم "أخسيكت" ينسب إلى إحدى مدن وادي فرغانة. وهناك خلاف حول اسمه حيث يسميه البعض "أخسيكاسي" بحرف "ث" بثلاث نقاط. ومنهم أصحاب "مفتاح السعادة" و"الفوائد" الذين ذكروه بهذا الاسم في مؤلفاتهم. كما أشار العلّامة أبو محمد عبد الحق الحقاني رحمه الله في شروحه إلى هذا الاسم. لكن ياقوت الحموي يقول إن "أخسيكت" هو الاسم الصحيح لأن الحرف "ث" بثلاث نقاط غير موجود في الحروف الأعجمية.
كانت هذه المدينة تقع في ما وراء النهرعلى السهل الممتد على ضفاف نهر الشاش. وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن مدينة أخسيكت تقع في الوقت الحاضر في منطقة توراقورغان بمحافظة نمنغان على الضفة اليمنى لنهر سيحون في موقع أثري يُعرف باسم "أخسكت القديمة".
وقد أثبتت الأبحاث أن هناك مدينتين تعودان إلى فترات مختلفة في هذا الموقع: إحداهما أخسيكت القديمة، والأخرى "أخسي" التي ولد فيها ظهير الدين بابور. حاليًا، تُجرى حفريات أثرية في أطلال المدينة القديمة. ومن بين الاكتشافات سيوف فولاذية ووعاء نحاسي كُتبت عليه آية الكرسي. وسيوف دمشقية.
مدينة أخسيكت: مركز العلم والحرفية.
كانت مدينة أخسيكت موطنًا للعديد من العلماء البارزين في العلوم والمعرفة إلى جانب الحرفيين المهرة الذين اكتسبوا شهرة واسعة في تصنيع المعادن الصلبة والناعمة. كانوا يعرفون أسرار صناعة الفولاذ. واشتهرت السيوف التي صنعوها في أسواق الشرق مثل الصين. وفي الغرب مثل أسواق دمشق مركز الخلافة.
من أبرز مؤلفات الإمام حسام الدين الأخسيكتي:
"المنتخب"، "الحسامي"، "مفتاح الأصول"، "غاية التحقيق"، "دقائق الأصول والتبيين".
كتاب "المنتخب" هو الأكثر شهرة بين مؤلفاته. وقد كُتبت عليه شروح عديدة. وقال صاحب "كشف الظنون" عن هذا الكتاب: "هذا الكتاب خالٍ من الإطناب، وفصوله مبيَّنة تمامًا. وتمت دراسة التناقضات والآراء بعمق. وقد كُتب عليه ستة عشر شرحًا". وقال عبد العزيز بن أحمد البخاري: "هذا المختصر يتميز عن بقية الكتب بترتيبه المحكم وأسلوبه المنظم."
وصف حسين بن علي بن حجاج الصغناقي الإمام حسام الدين الأخسيكتي بقوله: "كان إمامًا عظيمًا في زمانه، زاهدًا، بحرًا في العلم، مجتهدًا ومثابرًا، عارفًا بدقائق المسائل، مفتيًا للخلق، مظهرًا للشريعة، وحاميًا للسنة". كما قال الإمام لكناوي: "كان الشيخ فاضلاً وإمامًا في الأصول والفروع."
توفي الإمام أبو عبد الله الأخسيكتي يوم الاثنين، 22 من ذي القعدة سنة 644 هـ، الموافق 1 أبريل 1247 م. ودفن في بخارى في مقبرة "سبعة قضاة" بجوار قاضيخان محمد بن محمد بن محمد عبدي.
كتبه: حسنباي وحيدوف، طالب بمعهد طشقند الإسلامي.